تنفذ الوزارة بدائرة البحوث الزراعية بمحافظة شمال الباطنة برنامج البراءة الصحية للحمضيات التي تتميز سلطنة عمان بزراعتها منذ القدم، حيث يهدف هذا البرنامج إلى تحسين جودة شتلات الحمضيات بأنواعها المختلفة من خلال إنتاج شتلات خالية من الأمراض، وبالتالي زيادة إنتاجية سلطنة عمان من هذا المحصول.
وقال الدكتور علي بن عبيد العدوي، مدير دائرة البحوث الزراعية بمحافظة شمال الباطنة: أن هناك حاجة لبرنامج البراءة الصحية للحمضيات حيث ان أشجار الحمضيات المنزرعة في الحقل المكشوف تعتبر أكثر عرضة للإصابة بالأمراض البكتيرية والفيروسية حيث تنتقل لها الأمراض بواسطة الحشرات.
وأوضح العدوي في إطار مكونات البرنامج فقد تم إنشاء 5 بيوت محمية مزدوجة بمساحة 3200 م2 في ولاية صحار بمحطة البحوث الزراعية بصحار بتمويل من مؤسسة جسور وشركة أوكيو بهدف حماية أمهات أشجار الحمضيات من الآفات الزراعية والإصابة بالأمراض، حيث ستتم زراعة ما يقارب من 240 شجرة من أصناف الحمضيات في البيوت المحمية المخصصة لحفظ أمهات الأساس وزراعة 1280 شجرة في البيوت المحمية المخصصة لحفظ أشجار أمهات أنواع وأصناف الحمضيات والتي ستستخدم كأمهات الإكثار الكمي للشتلات. وستضم هذه البيوت المحمية على 25 نوع وصنف من أصناف الحمضيات التي سيتم حفظها منها الليمون الحامض بأنواعه وهي الليمون العماني، تاهيتي، يوريكا، ليمونيرا. والبرتقال بأنواعه وهي فالنشيا، هاملن، أبو سره، بلدي، باين أبل، تانجلو، روبي أحمر، وسكري. واليوسفي بأنواعه.
كما أشار إلى انه ستتضمن مراحل البرنامج العمل على استجلاب أنواع وأصناف الحمضيات من مصادر موثوقة ومعتمدة بالتعاون مع مكتب منظمة الأغذية والزراعة الفاو بمسقط ضمن مشروع التعاون الفني مع المنظمة بالإضافة لتدريب الكوادر الوطنية على أساليب وطرق الكشف عن أمراض الحمضيات ومراحل تنفيذ برنامج البراءة الصحية للحمضيات. وتشمل مراحل البرنامج إنشاء مختبرات بحوث الحمضيات وتجهيزها بأحدث الأجهزة ومواد كشف المسببات المرضية التي ستسهم في متابعة صحة أمهات الأشجار وسلامة الشتلات الناتجة من الإكثار قبل توزيعها على المزارعين بالإضافة إلى وتنفيذ البحوث العلمية المتخصصة في مجال معالجة التحديات التي تواجه زراعة الحمضيات في سلطنة عمان والمتابعة الدورية لمزارع المواطنين للتأكد من خلو أشجار الحمضيات من الإصابة بالآفات والأمراض النباتية الخطيرة.
وعن الوضع الحالي لزراعة الحمضيات في سلطنة عمان قال: تبلغ مساحة زراعة الليمون العماني 3366 فدان وإنتاجية تقدر ب 7 الالاف طن سنويا تشكل 31% من نسبة الاكتفاء الذاتي من الليمون وخلال عام 2021م بلغت كمية الواردات من الليمون 19.4 ألف طن بقيمة جاوزت 8 مليون ريال عماني. في حين يبلغ تعداد أشجار البرتقال 46 ألف شجرة تنتج 252 طن سنويا، وتبلغ نسبة الاكتفاء الذاتي منه 0.6 % وهي نسبة ضئيلة مع تزايد وتيرة الاستيراد السنوي للبرتقال حيث بلغت خلال عام 2021م أكثر من 73 ألف طن بقيمة أكثر من 27 مليون ريال عماني. وخلال عام 2021م بلغت واردات الحمضيات بأنواعها المختلفة (الليمون والبرتقال واليوسفي وكلمنتين وجريب فروت) حوالي 117 ألف طن بقيمة قاربت 50 مليون عماني.
وأضاف يعتبر الليمون الحامض محصولا تجاريا رئيسيا في سلطنة عمان ويصنف بانه رابع محصول فاكهة من حيث الأهمية الاقتصادية بعد التمور، والموز، والمانجو، وتعد محافظة شمال الباطنة أكثر انتاجا لليمون بنسبة تزيد عن 29% من المساحة الإجمالية المزروعة بمحصول الليمون العماني في سلطنة عمان.
وأكد بان برنامج البراءة الصحية للحمضيات سيسهم في إنتاج شتلات حمضيات خالية من الأمراض وتوزيعها على المواطنين والمزارعين وبالتالي زيادة المساحة المزروعة بالحمضيات وزيادة الإنتاج المحلي ورفع نسبة الاكتفاء الذاتي لهذا المحصول.
وبين العدوي فكرة عمل برنامج البراءة الصحية والتي تعتمد على انتخاب أنواع وأصناف الحمضيات الملائمة للظروف المحلية، والفحص الدوري لأمهات أشجار الحمضيات للتأكد من خلوها من الأمراض، وحفظ أنواع وأصناف الحمضيات في البيوت المحمية وإنتاج أمهات أساس حمضيات معتمدة للإكثار الكمي، وصولا إلى مرحلة إنتاج شتلات معتمدة مطابقة للصنف خالية من الأمراض.
اخر تحديث 12 فبراير
© وزارة الثروة الزراعية و السمكية وموارد المياه 2023