الوزارة توضح حول قلة توفر المعروض من الأسماك بالاسواق السمكية خلال هذه الفترة
24 يناير

 تتابع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه حركة الأسواق السمكية في مختلف محافظات السلطنة عن كثب لضمان توفر المنتجات السمكية وملاحظة أي من الأسباب التي تؤدي الى نقص المعروض وتأثيرها على تلبية احتياجات المستهلكين.

وأفادت الوزارة بخصوص ما أثير حول قلة إنزال بعض الانواع من الاسماك في الاسواق السمكية وارتفاع اسعارها والتي كان يتم تداوله خلال الفترة الماضية بأن ذلك ناتج عن تأثر السلطنة خلال الفترة الحالية والأسابيع الماضية بعدد من الحالات المناخية الشتوية الماطرة وارتفاع أمواج البحر التي أدت الى عدم خروج الصيادين الى البحر مما تسبب في قلة الكميات السمكية المنزلة في بعض مناطق الانزال على طول السواحل العمانية.

الا انه وعلى الرغم من ذلك ومن خلال المتابعات للأسواق السمكية في مختلف المحافظات تلاحظ وجود تنوع في المعروض من الأسماك المختلفة باستثناء أسماك السطح الكبيرة مثل الجيذر والسهوة والتي كانت عمليات صيدها الأكثر تأثرا من الحالة المناخية الحالية نظرا لطريقة صيدها ومناطق استهدافها البعيدة عن الشريط الساحلي.

وعلاوة على ذلك يقوم سوق الجملة المركزي للأسماك التابع للوزارة بدور في الحفاظ على استقرار الأسواق الداخلية من خلال زيادة الكميات المنزلة حيث يعد السوق حلقة الوصل بين جميع مناطق الانزال والمشترين وذلك للوصول الى درجة التكامل بين مناطق الانتاج العالي ومناطق الطلب.

ومن ناحية أخرى تقوم الوزارة بالتنسيق مع شركات ومصانع الأسماك بالمساهمة في تعويض النقص المؤقت في المعروض في الأسواق السمكية المتأثرة مع خلال زيادة المعروض في بعض الأسواق المتأثرة.

وتؤكد الوزارة استمرارية متابعتها للوضع في الأسواق السمكية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتأكد من استقرار الأسواق السمكية خلال فترة الحالات الجوية وتود التنبيه على المستهلكين بشراء احتياجاتهم من الأسماك الطازجة قبل بدء تأثر السلطنة بالأحوال المناخية وكذلك الاتجاه إلى استهلاك الأسماك المجمدة والمجهزة في مصانع معتمدة وتنويع استهلاكهم من مختلف الأصناف السمكية وعدم الاعتماد على اصناف محددة فقط للاستهلاك.


مقابلات مع صيادين حول أسباب ارتفاع أسعار الأسماك في فترة الشتاء

أوضح الفاضل جاسم بن أبو بكر بن عبدالله البلوشي من صيادي ولاية صحار بأن ارتفاع أسعار الأسماك في هذه الفترة من العام ناتج عن انخفاض إنزال الأسماك في الأسواق. وهذه ظاهرة طبيعية تحدث كل عام خلال فترة الشتاء الممتدة من شهر ديسمبر وإلى منتصف شهر فبراير.
ولهذا الانخفاض عدة أسباب رئيسية من أهمها: الأنواء المناخية والمنخفضات المدارية في شمال وجنوب سلطنة عمان. حيث يتزامن حدوث هذه الأنواء والمنخفضات في الشمال والجنوب خلال هذه الفترة. وبطبيعة الحال فإن الأنواء المناخية والمنخفضات المدارية تتسبب في هبوب الرياح العاتية والأمطار متفاوتة الغزارة في بحر عمان وبحر العرب، مما يحول الصيادين من ارتياد البحر في معظم المحافظات الساحلية. حيث تهبّ على سواحل السلطنة خلال هذه الفترة رياح (الشلّي) ورياح (النعشي) ورياح (المطلعي) المعروفة بـ (الضربات)، وهي رياح قوية جدا تعمل على هيجان البحر وارتفاع الأمواج بشكل كبير. وهذا التزامن في حدوث الأنواء المناخية والمنخفضات الجوية في بحر العرب وبحر عمان يتسبب في نقص المعروض السمكي في الأسواق المحلية بشكل عام. حيث أن في الفترات الأخرى من العام لا يوجد تزامن في هذه المؤثرات، وبالتالي تقوم المحافظات غير المتأثرة بتصدير الأسماك إلى المحافظات المتأثرة. 

وهناك سبب جوهري آخر لارتفاع أسعار الأسماك خلال هذه الفترة، وهو ابتعاد مصايد أسماك السطح الكبيرة وخاصة أسماك (الجيذر) إلى مسافات بعيدة تصل إلى أكثر من 100 ميل بحري، مما يكون وصول الصيادين إليها من المستحيل مع هبوب الرياح العاتية وهطول الأمطار الغزيرة. ومن المعروف بان العمانيين يقبلون على شراء أسماك (الجيذر) بشكل كبير، وهو من الأنواع المفضلة بشكل ملحوظ في معظم محافظات سلطنة عمان.

ومن محافظة ظفار (ولاية مرباط) قال الفاضل أحمد بن سالم المشيخي: أن ارتفاع أسعار الأسماك هو بطبيعة الحال بسبب قلة الإنتاج السمكي خلال هذه الفترة من العام، والتي تمتد من شهر ديسمبر إلى شهر فبراير. ففي فصل الشتاء في محافظة ظفار لا تتوفر الأسماك عادة بكمية كبيرة، كما أن للرياح (الهبوب) دورا كبيرا في توقف الصيادين عن ارتياد البحر في أغلب أيام فصل الشتاء. وقد شهدت محافظة ظفار خلال هذا العام بعد فترة الخريف عدة موجات من هبوب الرياح القوية وهطول الأمطار الغزيرة، تسببت في توقف الصيادين عن دخول البحر للصيد. ويطالب الصياد المشيخي بالنظر في السماح للصيادين المواطنين بالصيد في المحافظات الأخرى في بعض المواسم بشروط وضوابط تراعي القوانين والأعراف المعمول بها في تلك المحافظات، مع قيام الوزارة والجهات المعنية بدورها في ضبط المخالفين وردعهم بالعقوبات.

وأفاد الفاضل أحمد بن سويدان الخزيمي – صياد من ولاية صحار – بأن أسباب ارتفاع أسعار الأسماك خلال هذه الفترة تعود بسبب نقص المعروض من الأسماك، وذلك بسبب عدم استقرار الطقس والجو. ومن الملاحظ بأنه الفترة الماضية ابتداءً من شهر ديسمبر وحتى الآن حدثت عدة منخفضات جوية أدت إلى هيجان البحر بشدة وهطول الأمطار بغزارة، ولم يتمكن الصيادون من نزول البحر لأيام متتالية في الأسبوع الواحد. كما أن إقبال الناس بشكل عام يزداد بشكل مستمر على أكل الأسماك، وأصبح المواطنين من مسافات بعيدة يأتون لشراء الأسماك من الأسواق المحلية. ولكن الخزيمي يرى بأن البديل من الأسماك عادة ما يكون متوفر في ظل هذه الظروف، وهو سمك المالح والعوال، وهي من المنتجات السمكية اللذيذة جدا والمتوفرة أغلب فترات العام. ويرى الصياد/ أحمد الخزيمي بأن إنزال الأسماك ستعود إلى طبيعتها قريبا، بالتحديد مع بداية أو منتصف شهر فبراير القادم، وستنزل الأسعار إلى القدر المعقول.

وأضاف الخزيمي بأن هناك تجاوزات من قبل بعض الصيادين في استخدام طرق صيد غير مرخصة وغير قانونية، تؤثر على استدامة بعض السماك. ويطالب الخزيمي بضرورة الالتزام بالقوانين وأعراف الصيد المنظمة وتغليب المصلحة العامة.


تواصل معنا
النشرة البريدية
إحصائيات الموقع
مواقع الوزارة